اللهم انزل علينا دقيقــا من السمــــاء!!
مخلف بن دهام الشمري
لقد أثبتنا بما يدع مجالا للشك بأننا مجتمع له خصوصية بين شعوب العالم في صنع الأزمات بمهارة وذلك لأسباب عده الأول: إننا لانفكر بالغد وأعمالنا ارتجاليه ولا نعرف الخطط ألاستراتيجيه الا عندما يرددها المسئول بالإعلام، والثاني: إننا مصابين بداء الانانيه والجشع واخذ فوق حاجتنا ولو على حساب اقرب قريب وحبنا لمقوله اشتر أكثر قبل أن يرتفع سعره!! والثالث: إن غذائنا وشرابنا في أيدي المقيم وهنالك مافيا خاصة لكل نوع من أنواع الغذاء والشراب وهذا واضح لكل عين إلا عيون التجارة والزراعة والرابع: أن وزارة التجارة والزراعة المؤتمنة على غذائنا وشرابنا تغطان في نوم عميق ولا يوجد لديهما آليات لتوازن السوق وردع المتلاعبين او خطط مستقبليه او خطط طوارىء والدليل على نوم هاتين الوزارتين وافتقارهم الى خطط الطوارىء انه أمسى وزير التجارة وأصبح على انعدام الدقيق من السوق ولم يكن وزير الزراعة بأحسن حالا فقد حضر لمكتبه صباحا وتفاجأ بالكم الهائل من أسراب الجراد تداهم الاحساء!!
ولولا هجوم الجائعين الذين لم يجدوا الأرز اولدقيق على الجراد وألتهام الجزء الأكبر منه لكانت كارثة حقيقية وقد يكون هنالك تنسيق بين التجارة والزراعة في هذا الحدث فالأولى تجوع الناس والثانية تجعلهم يقومون بالنيابة عنها بالقضاء على الجراد!!!!
غريب حقا إننا مشغولين بالأزمات والشعوب الأخرى مشغولة بالإبداع والتحصيل العلمي والمرح والإنتاج ونحن ما أن نخرج من ارمه إلا واشتغلنا في ازمه أخرى!! فالكثير منا لايهتم لكوارث الصحه وسرقة الادويه وتهريبها واختلاس المواليد وتبديلهم لانها لاتمس الا فئة قليله لم نتورع عن عدم الاهتمام بها لاانانيتنا وانشغالنا بما هو اهم!! فمن أزمة الحديد إلى الاسمنت إلى الازفلت إلى الدجاج والبيض وأخيرا أزمة الأرز والدقيق حتى أصبح الدقيق وكأنه نوعا من أنواع المخدرات وأصبحت فرق التهريب الاسيويه والعربية تقطع الفيافي للفوز بأعلى سعر وطبعا لا مشكلة لدينا ولكنها مفتعله، كما افتعلت أزمة الأرز والشعير من قبل.
بنظره سريعة على تلال الشعير في طريق الجبيل وطريق الرياض يخيل لك أنها من كثبان النفود الكبرى وما أن تقترب منها إلا وتفاجأ بأنها شعير ولا احد يأخذ منه ولا يوجد إلا الحارس وهذه التلال الشعيريه تكفي لدول الخليج قاطبة وطبعا يوجد تلال أخرى في المناطق الأخرى من البلاد بينما الشعير في المناطق الشمالية والجنوبية معدوم تماما وان وجد فهو بأكثر من خمسين ريال وطبعا هذه التلال موجودة من العام الماضي ولكن لوجود تاجر جشع وعدم وجود وزارة تجاره صارمة أصبحت الحال كذلك!! وان فتش أصحاب المواشي عن الأعلاف كالتبن والبرسيم فإنها لاتوجد إلا عند ثلاث جنسيات(باكستاني- أفغاني- سوداني) ويضعون أسعارا خياليه ووزارة التجارة تعرف ذلك ولكن يمكن لمسئوليها اوبعضا منهم مصلحه في هذا الاحتكار، ونتيجة لهذا قامت المواشي مضطرة للهجوم على دقيقنا والتهامه وإنهائه من السوق وهذا حسب تبرير التجارة ، وطبعا المسئولية تقع على المواشي لأنها تعدت على قوتنا وعلينا محاكمتها علنا حتى يرضى المواطن!!!
أورد مثالا بان غذائنا وشرابنا بأيدي المقيم محتكره انه هنالك مقيمين لدى احد اكبر تجار الأرز يبيعون أكياس الأرز عبوه 45 كيلوغرام من المستودعات فقط بستون ريالا بينما سعرها بالسوق ماتين ريال فهل يتم اختلاسها من المستودعات أم أن هذا هو سعرها الحقيقي؟ اضافة الى ان من مسئول المستودع الى البائع لايوجد سعودي!!!
ان سياسة وزارة التجارة والزراعة والعمل هي من افرزت هذه الحالة البائسه لوضع السوق وتحكم المقيم بغذاء المواطن وشرابه وليس هنالك امل بعودة المياه الى مجاريها لان الشق اكبر من الرقعه!!!
ضحكت أمس على ابني ذو العشرة أعوام عندما سألني عن عدد سكان الصين وقضيت وقتا معه حتى يستوعب عدد السكان وبعد تفكير قال ابني :بابا عندهم دقيق ورز يكفيهم؟ طبعا من حق ابني أن يسأل هذا السؤال لأنه يخاف المستقبل فهو يفكر كيف نحن الآن بحدود 22 مليون وعندنا هذه الأزمات وانقطاع الدقيق كيف الحال بنا عندما يتضاعف عدد السكان في العشر سنوات القادمة، طمأنت ابني قائلا : لاتخف يا بني، فالله متكفل بأرزاق العباد وان حصلت مجاعة على جيلك في المستقبل وهذا وارد لانعدام الخطط لدى الزراعة والتجارة فما عليك إلا التوجه إلى الله أنت وزملائك وتطلبون الله قائلين (اللهم انزل علينا دقيقا من السماء) !!!
وفي الختام أقول اللهم لاتجعل قوتنا وشرابنا بيد من لايخافك ولا يرحمـــــــــنا،،والسلام
<<<تقرير في الصميم